أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ على أبي كما نقول: قرأ ابن عباس على أبى فذلك غلط عظيم، وخطأ في دين الله عز وجل، إنما كان المعلم في ذلك الوقت يقرأ على المتعلم ليأخذ عنه قراءته، فأمره الله عز وجل أن يقرأ على أبيٍّ ليأخذ عنه القراءة عناية من الله عز وجل بأبيٍّ.
ألا ترى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا قال لعبد الله بن مسعود: اقرأ علي، قال: أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ ف
قال - صلى الله عليه وسلم -:
"إني أريد أن أسمعه من غيري ".
فأعظم عبد الله قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: اقرأ على لِمَا ألفه من قراءة المعلم على المتعلم.
وقرأ مجاهد بن جبر أيضاً على عبد الله بن السائب، وقرأ ابن
السائب على أبي.
وقال مجاهد بن جبر: كنا نفخر على الناس بقراءتنا على عبد الله بن السائب، وقال مجاهد: ختمت القرآن على ابن عباس سبع عشرة ختمة، ولو لم يكن لابن كثير إلَّا أن الشافعى، رحمه الله، قرأ بقراءته لكفته.
قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: أخبرنا الشافعى، رحمه الله، قال: قرأت على ابن قسطنطين.
وأخبرني ابن قسطنطين أنه قرأ على شبل بن عبَّاد، وأخبره شبل أنه قرأ
على عبد الله بن كثير، وأخبره عبد الله أنه قرأ على مجاهد، وأخبره مجاهد
أنه قرأ على ابن عباس، وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب.
وقرأ أبى على النبي ي. قال ابن عبد الحكم وأخبرنا الشافعي،