ليس فيها نسخ.
وأما قولهم في قوله عزَّ وجلَّ: (فَتَوَل عَنْهُمْ)
إنه منسوخ بآية السيف فقد تقدم القول فيه.
* * *
سورة الرحمن عزَّ وجلَّ
ليس فيها نسخ.
وكذلك الواقعة، ومن العجائب قول مقاتل بن
سليمان في قوله عز وجل: (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14) :
إنه منسوخ بقوله عز وجل: (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40) ، وهذا مما يجب أن يتصامم عنه.
فإن قيل: فكيف يتصامم عنه، وقد روى أبو هريرة: لمّا نزلت: (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14) .
شقَّ ذلك على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت
(ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40) .
قلت: ذلك لا يصح أن يكون ناسخاً للأول؛ لأنه خبر، وخبر الله عز وجل لا ينسخ، وأيضا فإن الثاني في أصحاب اليمين، والأول في السابقين، وليس في الحديث ما يوهم ما ذكروه، ولم يفهموا معنى الحديث، وإنما معناه أنهم لما شق عليهم قلة السابقين أخبرهم الله عز وجل بكثرة أصحاب اليمين فسروا بذلك، وقال - صلى الله عليه وسلم -:
" الثلُثان من أمتي، لأرجو أن يكونوا نصف أهل الجنة، ويغلبوهم
في النصف الثاني".