وصنف أقاموا حروفه، وضيعوا حدوده، واستطالوا به على أهل بلادهم.
واستدروا به الولاة - كثير هذا الضرب من حملة القرآن لا كثَّرهم الله.
وصنف عمدوا إلى دواء القرآن، فوضعوه على داء قلوبهم، واستشعروا
الخوف، وارتدوا الحزن، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث، وينصر
بهم على الأعداء، والله لهذا الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت
الأحمر.
وعن أبي الأحوص قال: إن كان الرجل ليطرق الخباء، فسمع فيه
كدوي النخل، فما لهؤلاء يأمنون ما كان أولئك يخافون؟
وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه، أو فلا تقرأه".
وقال الحسن: إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكن
يقرؤه.
وسأل أبو صعصعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: في كم أقرأ القرآن؟
فقال: (في كل خمس عشرة، فقال: إني أجدني أقوى من ذلك، فقال: ففي
كل جمعة".