وعن سعيد بن المسيب: مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي بكر، وهو يخافت، ومر بعمر، وهو يجهر، ومر ببلال رحمة الله عليهم، وهو يقرأ من هذه السورة، ومن هذه السورة.

فقال لأبي بكر: مررت بك، وأنت تخافت. فقال؟ إني أسمع من أناجي، فقال: ارفع شيئًا، وقال لعمر: مررت بك، وأنت تجهر، فقال: أطرد الشيطان، وأوقظ الوسنان، فقال: اخفض شيئًا.

وقال لبلال مررت بك، وأنت تقرأ من هذه السورة، ومن هذه السورة.

فقال: أخلطُ الطيب بالطيب، فقال: اقرأ السورة على وجهها".

ْقال أبو عبيد: وحدثنا حجاج، عن الليث بن سعد، في عمر مولى

غُفْرة "أنَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بأبي بكر وعمر وبلال مثل ذلك إلَّا أنه قال: إذا قرأت السورة فأنفذها".

وكان ابن سيرين، رحمه الله، يكره أن يقرأ الرجل القرآن إلَّا كما

أنزل، ويكره أن يقرأ، ثم يتكلم، ثم يقرأ.

وسئل عمن يقرأ من السورة آيتين، ثم يدعها، ثم يقرأ من غيرها، ثم يدعها، ويأخذ في غيرها، فقال: ليتقِ أحدكم أن يأثم إثمًاً كبيرًا، وهو لا يشعر.

قال نافع: وكان ابن عمر إذا قرأ لم يتكلم حتى يفرغ مما يريد أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015