جمع القرآن في قراطيس، وكان قد سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك، فأبى
حتى استتعان عليه بعمر، ففعل، فكانت تلك الكتب عند أبي بكر حتى
توفي، ثم عند عمر حتى توفي ثم عند حَفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إليها عثمان، فأبت أن تدفعها إليه حتى عاهدها ليردنها إليها، فبعثت بها إليه، فنسخها عثمان (هذه المصاحف) ثم ردها إليها، فلم تزل عندها حتى أرسل مروان، فأخذها، فحرقها.
وفي الرواية عن أنس بن مالك فلما كان مروان أمير المدينة أرسل
إلى حفصة يسألها عن الصحف ليحرقها، وخشي أن يخالف بعض الكتاب
بعضاً، فمنعته إياها.
قال ابن شهاب: فحدثني سالم بن عبد الله، قال
"فلما توفيت حفصة أرسل إلى عبد الله بن عمر بعزيمة ليرسلن بها.
فساعة رجعوا من جنازة حفصة أرسل بها عبد الله بن عمر إلى مروان، فغسلها، وحرقها مخافة أن يكون في شيء من ذلك اختلاف لما نسخ عثمان رحمة الله عليه.
قال عبد الله: حدَثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود، قال: نا
يحيى، يعني، ابن يعلى بن الحارث، قال: نا أبي وعبد الله، قال: نا
غيلان عن أبي إسحاق عن مصعب بن مسَعْد قال: سمع عثمان قراءة أيى
وعبد الله ومعاذ، فخطب الناس، ثم قال: إنما قبض نبيكم منذ خمس
عشرة سنة، وقد اختلفتم في القرآن، عزمت على من عنده شيء من القرآن
سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أتاني به، فجعل الرجل يأتيه باللوح،