تفسير قوله تعالى: (إن الله عنده علم الساعة)

قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} وهو يوم القيامة، وهنا قال: {عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} قدم الخبر ليفيد الاختصاص، فمن ادَّعى علم الساعة فهو كاذب وكافر، ومن صدَّقه أيضاً فهو كافر؛ لأنه لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله عزَّ وجلَّ، حتى قال الله لرسوله: {يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} [النازعات:42-44] .

وقال: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ} [الأحزاب:63] .

وقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: (أخبرني عن الساعة، قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل) جبريل عليه الصلاة والسلام أشرف الملائكة وأعلمهم، يسأل محمداً صلى الله عليه وسلم أشرف البشر وأعلمهم عن الساعة، فيقول له: (ما المسئول عنها بأعلم من السائل) يعني: إن كنتَ تجهلها أنت فأنا كذلك أجهلها؛ لأنه لا يعلمها إلا الله.

نعم، للساعة أشراط، يظهرها الله عزَّ وجلَّ مُقَدِّمَة لتلك الساعة؛ لأن الساعة حدث عظيم، فلهذا صار له مقدمات تشير إلى قربه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015