مات شيخ الإسلام، وبكاه خلق كثير، ويكفي أن تعلم أن عدد من صلى عليه حزر بخمسمائة ألف رجل وخمس عشر ألف امرأة.
يقول أحد الذين شهدوا جنازته:
((ولم يتخلف فيما أعلم إلا ثلاثة أنفس، كانوا قد اشتهروا بمعاندته، فاختفوا من الناس خوفاً على أنفسهم، بحيث غلب على ظنهم أنهم متى خرجوا رجمهم الناس)) .
وهكذا تكون عاقبة المحسنين الطيبين، يجعل الله لهم لسان صدق في الناس.
وصدق الإمام أحمد - رضي الله عنه -، في حديث له مع أعدائه والحاقدين عليه: ((قولوا لأهل البدع، بيننا وبينكم الجنائز)) .
رضي الله عن (ابن تيمية) .
ورضي الله عن أشياخه الذي أثروا فيه.
وتلاميذه الذين تأثروا به.
فلقد كان دائرة معارف واسعة في الأصول والفقه والتفسير والحديث وشتيت من المعارف والفنون. مما جعل له الصدارة والإمامة. ووضعه بحق في ذلك المركز الجليل الخطير، مشيخة الإسلام.