ملاحظتها، ولكن لا بد من معرفة أن لون التربة ليس دليلًا على خصوبتها بأية حال. ويمكن الاستدلال من اللون على وجود المواد العضوية في التربة حيث إن المواد العضوية المتآكلة تعطي للتربة لونًا ضاربًا للسواد، وعندما تقل المواد العضوية يأخذ اللون في التغير بحيث يصبح بنيًّا غامقًا ثم بنيًّا فاتحًَا ثم رماديًّا وهكذا. كذلك يؤثر التكوين الكيماوي للتربة في اللون، فوجود الحديد ومكوناته يعطي التربة لونًا ضاربًا للحمرة أو الصفرة أو الزرقة. كذلك بعض الأملاح تعطي للتربة لونًا مبيضًا. ونجد عادة أن الجزء السطحي من الطابق أأكثر غمقًا من الأجزاء الأخرى ثم تقل الغمقة في الأجزاء السفلى من التربة.
حجم حبيبات التربة: تتباين أحجام حبيبات التربة تباينًا كبيرًا، ومن المعروف أنه إذا كان حجم الحبيبات أكبر من حبة الذرة فإن هذه لا تعتبر تربة تامة التكون، ويمكن تقسيم حبات التربة إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي الرمل والطين والطمي، وحبات الرمل هي ما يتراوح قطرها بين 0.5ملليمتر و1 ملليمتر، الطين بين 0.002 ملليمتر و0.05 والطمي أقل من 0.002 ملليمتر وليس معنى هذا أن التربة لا بد أن تحوي حبيبات كلها من حجم واحد, ولذلك عندما يقال إن التربة رملية فمعنى هذا أن نسبة عالية من الرمل تسود بها. كذلك توجد أنواع من التربة تسمى بتسميات تدل على أنها خليطة من عدة مكونات مثل رملية طفلية أو طفل أو طفلية طينية أو طينية طفلية غرينية وغير ذلك. كذلك يمكن وصف التربة من ناحية حجم الحبيبات بأدق من هذا كأن يقال إن التربة تتكون من رمل ناعم جدًّا أو رمل خشن.
ولحجم الحبيبات أهمية كبيرة في مقدرة التربة على الاحتفاظ بالماء وعلى تحويل المواد الغذائية إلى الصورة التي تكون بها صالحة لغذاء النبات. فالتربة ذات الحبيبات الدقيقة أقدر على تغذية النبات من التربة ذات الحبيبات الكبيرة حيث إن الأولى تعطي مساحة أكبر من سطوح حبيباتها لجذور النبات لتمتد بها وتستمد غذاءها منها، وفي معظم أنواع التربة نجد أن الطابق "أ" حبيباته خشنة، بينما الطابق "ب" حبيباته أدق؛ لأن الحبيبات الدقيقة تحمل بواسطة المياه المتغلغلة من الطابق "أ" إلى الطابق "ب".