تَفَقَّهَ فِي شَبِيبَتِهِ عَلَى وَالِدِهِ، وَأَتَى عَلَى مُصَنَّفَاتِهِ، وَأَخَذَ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ وَمَا تَعَلَّقَ أَوْفَرَ نَصِيبٍ، وَتُوُّفِّيَ وَالِدُهُ وَلَمْ يُكْمِلْ عِشْرِينَ سَنَةً، وَأُقْعِدَ مَكَانَهُ لِلتَّدْرِيسِ فَكَانَ يُدَرِّسُ وَيَقُومُ مِنْهُ وَيَخْرُجُ إِلَى مَدْرَسَةِ الْبَيْهَقِيِّ إِلَى الشَّيْخِ أَبِي الْقَاسِمِ الإِسْكَافِ الإِسْفَرَايِينِيِّ حَتَّى أَحْكَمَ عَلَيْهِ الأُصُولَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى بَغْدَادَ ثُمَّ إِلَى الْحِجَازِ، وَحَجَّ وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ أَرْبَعَ سِنِينَ يُدَرِّسُ وَيُفْتِي وَيَجْمَعُ طُرُقَ الْمَذْهَبِ إِلَى أَنْ رَجَعَ إِلَى نَيْسَابُورَ، وَجَلَسَ لِلتَّدْرِيسِ بِالْمَدْرَسَةِ النِّظَامِيَّةِ قَرِيبًا مِنْ ثَلاثِينَ سَنَةٍ مُسَلَّمٌ لَهُ الْمِحْرَابُ وَالْمِنْبَرُ وَالْخَطَابَةُ وَالتَّدْرِيسُ وَمَجْلِسُ التَّذْكِيرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَانْتَفَعَ بِهِ الْخَلْقُ الْكَثِيرُ وَتَخَرَّجَ بِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ.
وَكَانَ قَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ وَالِدِهِ، وَمِنْ أَبِي حَسَّانَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُزَكِّي، وَأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ الطِّرَازِيِّ، وَأَبِي عَبْدَ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، وَأَبِي سَعْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَافِظِ، وَأَبِي سَعِيدٍ فَضْلِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْخَيْرِ الْمِيهَنِيِّ بِنَيْسَابُورَ وَأَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ الْجَوْهَرِيِّ بِبَغْدَادَ وَغَيْرِهِمْ.
وَأَجَازَ لَهُ أَبُو نَعِيمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَحَدَّثَ.
يَرْوِي عَنْهُ الْفَقِيهُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْفَرَاوِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيُّ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَهْلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَسْجِدِيُّ وَغَيْرُهُمْ.