“ الحج فريضة العمر على المسلم، وفيها منافع عظيمة لهم تعود عليهم بالخير والصلاح “
حجاج بيت الله الحرام، إن الله افترض الحج على أمة الإسلام، وجعلها ركنا أساسيا من أركان الدين، من أداها في عمره مرة فقد أدى الواجب الذي عليه وبرأت بذلك ذمته، شرعه الله للعباد، ليشهدوا منافع لهم تعود عليهم بالصلاح والخير {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} (?) ، وينظروا في عظمة الإسلام كيف التقت تلكم الوفود المختلفة في اللون والبلد واللغة، لكن جمعتهم أخوة الإسلام ووحدتهم رابطة الإيمان، فيعلم المسلم عظمة هذا الدين وقوته.
حجاج بيت الله الحرام، اشكروا الله الذي وفقكم للوصول إلى هذه الديار المقدسة.
“ على الحجاج أداء شكر الله بتوفيقه إياهم للوصول إلى هذه البلاد المقدسة التي أنعم الله عليها بنعمة الأمن والاستقرار والرغد والطمأنينة “
تفكروا فيما أنعم الله على أهل هذه البلاد من أمن واستقرار ورغد وطمأنينة، إن هذه البلاد – ولله الفضل والمنة – قد منحها الله النعم العظيمة، من أجلها نعمتين: أولاهما: تحكيم شرع الله، فمحاكمها تحكم بشرع الله وتقيم حدود الله وتنفيذ أوامر الله، وثاني ذلك: ما من الله عليهم من أمن واستقرار وارتباط وثيق بين القادة والأفراد، كل ذلك بفضل تحكيم هذه الشريعة، فهذه البلاد – ولله الفضل والمنة – منحها الله الخير الكثير، ورأى قادتها من واجبهم أن يخدموا حجاج بيت الله، وأن يقدموا لهم كل التسهيلات ويذللوا أمامهم الصعاب، ويبذلوا كل غال ونفيس في سبيل راحة الحجاج وأمنهم، وهم مع هذا دائما يتحسسون مشاكل أمة الإسلام، ويحاولون بكل مستطاع أن يوجدوا الرخاء لغيرهم، ويمدوا غيرهم مما أعطاهم الله، ذلك أنهم مقتنعون من ذلك نتيجة لإيمانهم بشرع الله وتحكيمهم لدين الله، فهذه البلاد – ولله الحمد – تعيش نعمة عظيمة