أعداؤكم يا عباد الله يقيمون أحلافا عسكرية، ليحموا بها بلادهم، وأحلافا اقتصادية ليحموا بها اقتصادهم، ونحن أمة الإسلام عندنا مقومات الوحدة الكاملة: الإيمان النابع من العقيدة، فهل آن لنا أن نتفاهم في حل مشاكلنا؟ وأن نفهم قضايانا؟ وأن نعرض كل مشكلة تقع بين أمة الإسلام على كتاب ربنا وسنة رسولنا -صلى الله عليه وسلم-؟ عند ذلك تكون لنا الكلمة، ولن يستطيع العدو أن يفسد ما بيننا. إن قوة الأمة الإسلامية وعظمتها إنما هو في تمسكها بدينها واجتماعها على هذا الدين {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (?) .
“ توصية قادة المسلمين بتقوى الله في شعوبهم والحفاظ على هذا الدين وتحكيم الشريعة في شئون مجتمعاتهم “
يا قادة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، اتقوا الله في شعوبكم، وحافظوا على البقية الباقية من هذا الدين، حكموا في شعوبكم شرع الله؛ لتعيشوا أنتم وإياهم آمنين مطمئنين مستقرين، حكموا فيهم كتاب الله وسنة رسوله، لتعيشوا في خير وأمان، إن كل بلاء حل بالأمة فأسبابه الذنوب والمعاصي {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (?) ، حكموا فيهم شرع الله، وطهروا مجتمعات المسلمين من كل ما يخالف شرع الله؛ لتعيشوا في أمان واستقرار، واعلموا أن الله سائل كلا عما استرعاه يوم قدومه عليه {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ} (?) {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (?) ، فاتقوا الله في أمة الإسلام، وقوموا فيهم لله قيام صدق بإخلاص ونية صادقة.