وسلم، والإيمان بأنه عبد الله ورسوله، وخيرته من خلقه، أرسله إلى الناس جميعا برسالة شاملة تامة، افترض على العباد طاعته، نسخ بشريعته كل الشرائع، وألزم الخلق كلهم طاعته ومحبته والإيمان به، فإن أصل محبته أصل الإيمان وكمالها كمال الإيمان.
[الخصال التي تتحقق بها شهادة أن محمدا رسول الله]
تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله: أن تؤمن بأن هذا الرسول الكريم هو واسطة بين الله وبين عباده في تبليغ شرعه ودينه، وأنه لا طريق لنا إلى معرفة دين الله والوصول إلى رضا الله إلا من طريق هذا النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- تسليما كثيرا، يحبه المؤمن محبة فوق محبة المال والأهل والولد والنفس والناس أجمعين، يقول -صلى الله عليه وسلم-: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين (?) » «قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- للنبي -صلى الله عليه وسلم- مرة وهو آخذ بيده: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- " لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك". فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الآن يا عمر (?) » طاعته -صلى الله عليه وسلم- من طاعة الله -عز وجل-: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (?) ، فتطيع أمره وتجتنب نهيه {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (?) ، {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (?) {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} (?)