وضلالتها، وأقام المجتمع المسلم الوسطي القائم على العدل والخير والهدى، ألغى فيها ما كان بينهم من معاملات ربوية، وخص عمه العباس لأنه كان ممن يتعامل بالربا، وليكون أمر العباس أمرا شاملا للجميع.

ألغى فيها دعوات الجاهلية وآثارها السيئة في الدماء.

كل ذلك يبين أن الإسلام جاء لينقل العالم من حياة إلى حياة، من صورة قاتمة مظلمة إلى صورة مشرقة، ليستقبلوا عملا جديدا، ولينسوا الماضي اللئيم، وليستقبلوا عمرا جديدا وأياما سعيدة، حقا إنها أيام الخير والبركة، لقد ذكر الله الأمة بهذه النعمة فقال: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ} (?)

إن الرعيل الأول من هذه الأمة يتذكرون تلك الضلالات التي كانوا يعيشونها، وتلك المصائب التي مرت بهم، ويتذكرون نعمة الله عليهم بهذا الدين الذي جمع بين قلوبهم، ووحد به صفوفهم، وأخرجهم به من ظلمات الجهل إلى نور العلم والهدى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015