فيها، حيث إن الواقع يقتضي ذلك، فأنت تخاطب العالم لتوضح فيها شريعة الإسلام: محاسن هذه الشريعة، ومزاياها، وخصائصها، لتدعو العالم إلى التدبر والتعقل والتأمل، لتقول لهم: هذه شريعة الله، هذا دين الله، هذه أخلاق الإسلام، هذه مبادئ الإسلام تمسكوا بها أيها المسلمون، واقبلوا الإسلام يا من لم يعتنقه؛ فهو الدين الحق الذي لا يقبل الله من أحد دينا سواه.

إن محمدا -صلى الله عليه وسلم- سيد خطباء يوم عرفة على الإطلاق، إنه خطب الناس في ذلك المجمع الكريم خطبة كانت وجيزة في لفظها، كثيرة في معانيها، ولا غرو فهو سيد أهل البيان -صلى الله عليه وسلم-، وهو أفصح الخلق بيانا، وأحسنهم أداء، وأقدرهم على جمع المعاني في الكلمة الواحدة؛ حيث أعطاه الله جوامع الكلم، واختصر له اختصارا، ألقى تلك الخطبة العظيمة التي بين فيها حرمة أموالهم، وأن تحريم الدماء والأموال حرام كتحريم هذا اليوم العظيم في بيت الله الحرام، وفي الشهر الحرام، بين فيها ما للمرأة من حقوق وما عليها من واجبات، بين للأمة أن الله ألغى به مآثر الجاهلية التي قبل الإسلام، سواء في الأموال أو الدماء أو الأعراض. قال لهم: «إن كل أمر من أمور الجاهلية تحت قدمي موضوع (?) » . وحقا إنه قضى على ظلم الجاهلية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015