[فرضية الحج في الإسلام وأنه الركن الخامس من أركانه]
حجاج بيت الله الحرام، إن الله تعالى افترض الحج، وجعله خامس أركان الإسلام، قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (?) ، جعل الله الحج فريضة العمر، من أداه في عمره مرة، فقد خرج من التبعة؛ ولهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال: «أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجوا " فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لو قلت: نعم، لو جبت، ولما استطعتم "، ثم قال: " ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه (?) » فلم يجعل الله الحج في العمر إلا مرة، من أداه فقد أدى الواجب، وما زاد على ذلك فهو تطوع، أما الواجب فهو مرة واحدة في العمر، رحمة من الله وفضل وإحسان.
[العبر والعظات في شعيرة الحج ووجوب الإخلاص فيه]
أمة الإسلام، في مناسك الحج عبر وعظات، ينبغي أن نأخذ من هذه المناسك العظات والعبر، فإن التقاء المسلمين واجتماعهم في صعيد واحد، غاية واحدة، لرب واحد يعبدون، وبكتابه يأتمون، ولرسول واحد يتبعون، شعارهم واحد، هدفهم واحد، هيئتهم واحدة، حقا إنها تمثل أخوة الإسلام في أسمى وأرفع معانيها.
أمة الإسلام، إن الحج يجب أن يكون خالصا لله، يجب على الحاج أن يكون هدفه عبادة الله وحده لا شريك له، وأن يجرد هذا الحج من كل أمر