وقع فيها من الشرك والجهل مثل ما عم كثيرا من دول الإسلام، فدعا إلى الله إلى توحيد الله وعبادته، وكادت دعوته ألا تتم، وكاد أن ييأس، ولكن الله هيأ من نصر هذه الدعوة وحمى حماها وذاد عنها بكل جهده، ذلك لما اتفق هو والإمام محمد بن سعود -رحمهم الله- على الدعوة إلى الله، وتخليص الأمة الإسلامية من أدران الشرك العظيم، والعودة بهم إلى الدين المستقيم، فكان سلطان العلم وسلطان القوة متواكبين جميعا، هذا بعلمه وبيانه، وذا بقوته وسلطانه، فحمى هذه الدعوة حتى مكن الله لها في الأرض، إن هذه الدعوة المباركة لم تكن بدعا من القول، لكنها ولله الحمد على منهج كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[الافتراءات الباطلة على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب]
لقد شوهت هذه الدعوة ولفق بها من التهم ما الله أعلم ببراءتها منه، قيل عنها: إنها مذهب خامس، وقيل عنها: إنها مذهب الخوارج، قيل عنها: إنهم يكفرون الناس، قيل عنهم: إنهم يعادون الأولياء، قيل عنهم: إنهم يبغضون الرسول، قيل وقيل، ولكن من تأملها ونظر فيها ببصيرة، رآها حقا لا شك فيه، وهدى لا ضلال فيه، ورآها -ولله الحمد- امتدادا لدعوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، هيأ الله لها من نصرها وحماها، فلم يستطع أي مغرض أن يتعرض لها بسوء؛ لأن الله جعل لها أنصارا اقتنعوا بها، وعلموا أنها الحق الذي لا شك فيه، فقامت هذه الدولة -ولله الحمد- على أساس ثابت وقاعدة ثابتة، على هذا الدين، ولم يزل قادتها الواحد تلو الآخر يحافظون على هذه الشريعة، ويحمون هذه الدعوة الصالحة، ويذودون عنها، ويحاولون بكل جهد أن يبصروا الأمة في دين الله، ويخلصوها من الشبه والضلالات.