فمن تدبر كتاب الله رأى فيه الهدى والنور، وقاده إلى كل خير وسعادة، {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} (?) .
أمة الإسلام، يقول الله -جل جلاله- وهو أصدق القائلين: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (?) .
“ ذكر قاعدة أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض وآثار هذه الولاية بينهم “
أمة الإسلام، هذه أوصاف المؤمنين حقا، فالمؤمنون هم أولئك الذين آمنوا بقلوبهم ونطقوا بألسنتهم، وعملوا بجوارحهم بمقتضى هذا الإيمان الصادق الذي استقر في القلب، فظهر أثره على الجوارح، فاستقام العبد في أقواله وسلوكه {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} (?) . هذا الإيمان ليس إيمان دعوى، ولكنه الإيمان الصادق، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، إنما الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل (?) » المؤمنون والمؤمنات أولياء بعض، هذه الولاية بين المؤمنين هي التي حققها الإيمان الذي وحد القلوب وجمع الشمل {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (?) ، {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (?) .
“ من آثار ولاية المؤمنين بعضهم لبعض المحبة فيما بينهم في ذات الله “
إن لهذه الولاية آثارها العظيمة، فمن آثار تلكم الولاية ما بين المؤمنين من محبة في ذات الله، فالمؤمن يحب أخاه المؤمن في ذات الله، يحبه لكونه مطيعا لله،