الشمس ويتأكد من غروبها.
ثم انصرف إلى مزدلفة، وكانت عليه السكينة في سيره، ويدعو أمته لذلك إن رأى فرجة أسرع، وإن رأى ضيقا تمهل، ليعلم أمته أن لا يضر بعضهم بعضا، ولا يحطم بعضهم بعضا.
أتى مزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا، المغرب ثلاثة، والعشاء ركعتان عند وصوله إلى مزدلفة، والمبيت بمزدلفة واجب من واجبات الحج بنص القرآن والسنة، قال تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} (?) ، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من شهد صلاتنا هذه، ووقف معنا حتى ندفع، وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلا أو نهارا، فقد أتم حجه وقضى تفثه (?) » ويجوز الانصراف منها بعد غيبوبة القمر؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- رخص للنساء والضعفاء أن يدفعوا من مزدلفة بعد مضي نصف الليل بعد غيوب القمر، والمستحب أن يصلي بها الفجر اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فاحذروا أيها الحجاج أن تخلوا بالمبيت بمزدلفة، فإن من أخل بها فقد ترك واجبا من واجبات الحج.
“ التحذير من الغلو في دين الله والزيادة فيما لم يشرع “
ثم إنه -صلى الله عليه وسلم- صلى الفجر بمزدلفة وذكر الله عند المشعر الحرام، ثم انصرف إلى منى قبل أن تطلع الشمس، والتقط حصى الجمار سبعا في طريقه من مزدلفة إلى منى، وهن مثل حصى الخذف، وقال: «أمثال هؤلاء ترمون "، ثم قال: " يا أيها الناس، إياكم والغلو في الدين (?) » يحذر أمته من