الحجاج هاتين الصلاتين بعرفة سنة محمد صلى الله عليه وسلم.
وبعد ذلك «وقف بعرفة وقال لهم: " وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف (?) » وقال: «وارفعوا عن بطن عرنة (?) » عليك أيها الحاج أن تبحث عن حدود عرفة، وقد وضعت ولله الحمد أعلاما تدل على عرفة وتميزها عما سواها، وأخبرهم أن «الحج عرفة (?) » وأن وقت الوقوف ينتهي بطلوع الفجر ليلة النحر.
“ فضل يوم عرفة “
وفي هذا الموقف العظيم وقف المصطفى راكبا على راحلته متضرعا بين يدي ربه، راجيا راغبا، مستقبل القبلة حتى غربت الشمس، وبين فضل ذلك اليوم وأنه «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ (?) » وإنه يباهي بهم عشية هذا اليوم، يباهي بهم ملائكته، يقول: «انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبرا ضاحين، يرجون رحمتي ولم يروا عذابي، أشهدكم أني قد غفرت لهم (?) » فتعرضوا لنفحات ربكم وارجوه من فضله، وتوبوا إليه مما سلف وكان من الإساءة والتقصير، فإن الله لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، قال تعالى: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (?) .
وقف مستقبلا القبلة يدعو الله حتى غربت الشمس وتأكد من غروبها، وقال: «هدينا مخالف لهديهم (?) » فإن المشركين يدفعون من عرفة قبل غروب الشمس، أما المسلمون فيبقون فيها إلى أن تغرب الشمس، فمن دفع من عرفة قبل غروب الشمس فقد أخطأ وعليه دم، فعلى المسلم أن يبقى بها إلى أن تغرب