“ كل ما تقوم به الجهات المختصة من جهود عظيمة إنما هي لتيسير مناسك الحج “
حجاج بيت الله الحرام، وطأت أقدامكم بلد الله الأمين فوجدتموه -ولله الفضل- حرما آمنا مطمئنا، رخاء سخاء آمنا من كل بلاء، موسعا رزقه دائما خيره، فاحمدوا الله على هذه النعمة أن بلغكم الوصول إليه فوجدتموه في غاية مما يسر كل مسلم، حرما آمنا رخاء قد وفر الله فيه رغد العيش، وهيأ له قيادة حكيمة، نذروا أنفسهم لله ثم لمصالح إخوانهم المسلمين، ضحوا بكل غال ونفيس في سبيل المحافظة على أمن هذا البلد الأمين، وفي سبيل راحة الحجيج حتى يخرجوا منه وهم في نعمة وسرور، وهذا – ولله الفضل والمنة – يحس به كل زائر لهذا البلد الأمين، ويرى من التيسيرات والتسهيلات ما لا يخفى وما لا يجحده إلا حاقد.
“ التحذير من تهديد أمن البلد الأمين وتخويف الحجيج فيه “
أمة الإسلام، إن كل من يريد تهديد أمن هذا البلد الأمين وتخويف الحجيج فيها، فشره ليس موجها لفئة من الناس، ولكن هذا الشر موجه ضد الإسلام، وهو محاربة لله ولرسوله ولعباده المؤمنين، وهو النفاق المستكن في قلوبهم، غاظهم ما رأوا من نعم الله على هذا البلد الأمين وما يتمتع به من استقرار ورغد، فأرادوا به كيدا فرد الله كيدهم في نحورهم، وجعل الله تدبيرهم تدميرا عليهم، وله الفضل والمنة، وهذه سنته -سبحانه وتعالى- في كل من أراد هذا البلد الأمين بسوء، يقول الله -عز وجل-: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} (?) {أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ} (?) {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ} (?) {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} (?) {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} (?) ، ولكل مريد سوءا بهذا البلد الأمين نصيب من الشر والبلاء بتوفيق الله ورحمته، فإن الله جعلها حرما آمنا، وواجب على كل مسلم أن يعظم هذا البيت ويحفظ له حرمته