ويقول: «ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام (?) » فأروا الله من أنفسكم خيرا.
ارفعوا أكف الضراعة إلى ذي الجلال والإكرام، اسألوه من فضله مغفرة ذنوبكم وحط أوزاركم والتجاوز عن زلاتكم، ارفعوا أيدي الضراعة إليه، أكثروا من: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فإن نبيكم يقول: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي يوم عرفة: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير (?) »
أخلصوا لله دعاءكم وتضرعوا بين يدي ربكم واسألوه التوفيق والسداد والهداية، إنه على كل شيء قدير.
“ إرشاد الحجاج إلى ما تبقى من أعمال الحج “
قفوا بعرفة ولا تنصرفوا منها إلا بعد غروب الشمس، ومن انصرف منها قبل الغروب فقد خالف هدي المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، صلوا بها الظهر والعصر جمعا وقصرا، ثم انصرفوا إلى مزدلفة، وصلوا بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا، ولكم أن تدفعوا بعد نصف الليل، والأفضل البقاء حتى تصلوا بها الفجر، ثم ائتوا إلى منى وارموا بها جمرة العقبة بعد طلوع الشمس، ثم انحروا الهدي إن كنتم متمتعين أو قارنين، ثم احلقوا رؤوسكم، والحلق أفضل من التقصير، ثم طوفوا بالبيت واسعوا بين الصفا والمروة، «ومن قدم يوم النحر شيئا على شيء، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: " لا حرج (?) » السنة: الرمي، ثم النحر، ثم الحلق