الدوائر المتظاهرين بالإسلام خداعا ونفاقا، المفارقين له حقيقة وباطنا، {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} (?) .
“ ذكر الله صفات المنافقين وكشف أحوالهم في القرآن ليكون المسلم على حذر منهم “
ولأجل ذا جاءت نصوص القرآن الكريم توضح أخلاق المنافقين وتبين صفاتهم وتكشف حالهم، ليكون المسلم على حذر منهم، فلا يغتر ولا ينخدع بهم، فيأخذ حذره فلا يغتر بهم وبأباطيلهم، جاءت نصوص القرآن لتبين حالهم، وأخبر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- أنه قادر أن يوقفه على أعيانهم كلهم، ولكن حكمته اقتضت أن تجري الأحكام على الظاهر، إلا أنه -جل وعلا- بين أمورا يستدل بها ذوي البصائر على نفاق المنافقين {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} (?) ، إن كل من أسر بلاء وفسادا فلا بد أن يتلفظ بلسانه عما أكنه قلبه، ومن أسر سريرة ألبسه الله رداءها علانية، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر
ولقد كان سلفكم الصالح يخافون هذا البلاء على أنفسهم، ويخشون أن يشوب إيمانهم شيء من النفاق لعلمهم بمصير المنافقين المحتوم {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} (?) .
هذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ناشد حذيفة بن اليمان قائلا: أسألك بالله هل عدني لك رسول الله من المنافقين؟ فيقول: لا، ولا أزكي أحدا بعدك (?) فإذا كان هذا خوف عمر على نفسه مع الإيمان واليقين الصادق، فليحذر كل مسلم أن يكون في إيمانه شيء من النفاق وليحاسب نفسه.