حجاج بيت الله الحرام، إن هذه البلاد المقدسة تعيش في أمن وطمأنينة وسلامة ونعمة، في ارتباط وثيق بين قادتها ومواطنيها، جمعهم الله على الإسلام، فهم متعاونون على الحق والهدى، بلد أمنها الله من كل مكروه بفضله وكرمه، ووفر لها النعم، وهيأ لها أسباب الخير نتيجة لإقامة حدود الله وتنفيذ شرع الله، وآثار الإسلام لا شك حميدة على النفوس والبلدان.
إن ما حصل على المسلمين من نقص وضرر وبلاء فإنما سببه التخلف عن الإسلام والبعد عن أحكامه.
“ على قادة المسلمين أن يسعوا في تطبيق شرع الله في مجتمعاتهم “
فيا قادة المسلمين، اتقوا الله في أنفسكم وشعوبكم، اعملوا بشرع الله، واجعلوا نظمكم وقوانينكم على طبق ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ لتعيشوا أنتم وشعوبكم في أمن وطمأنينة، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (?) .
“ الموت نهاية كل حي، فعلى المسلم أن يستعد للقاء الله بالتزود من العمل الصالح “
أمة الإسلام، إن الله جعل الموت نهاية كل حي، وأخبر أن كل حي فمآله ولا بد إلى الموت، قال الله لآدم -عليه السلام-: {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} (?) ، وأخبر أن الموت مصير كل حي، {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} (?) {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (?) ، فإذا علمت أيها المسلم ذلك، فكن مستعدا للقاء الله، متذكرا هذا المصرع العظيم في كل آن وحين، عسى أن يكون معينا لك على التزود من صالح الأعمال.