وأغراضهم وأهوائهم، ودعواتهم مشبوهة، إنما هي دعوات لأغراض دنيوية لأحزاب، أو معارضات، أو مزاحمات في سلطة، وغير ذلك، فتكون تلك الدعوات فاشلة؛ لأنها تفقد الإخلاص لله والصدق مع الله، إنما هي عصبية حزبية أو دعوات سياسية، ليس مقصودها الدعوة إلى الله ونصرة دين الله.

“ من صفات الداعي إلى الله العلم بحقيقة ما يدعو إليه “

أمة الإسلام، ولا بد في الداعي إلى الله من أن يكون على علم بحقيقة ما يدعو إليه، فإن من دعا إلى الله على غير هدى، على جهل وضلال، فما يفسد أكثر مما يصلح، لا بد من علم بحقيقة الدعوة، حتى تكون الدعوة منطلقة على بصيرة من الله، فإن كان الداعي جاهلا بحقيقة ما يدعو إليه، ففساده أكثر من صلاحه.

“ من صفات الداعي إلى الله موافقة القول والعمل “

ولا بد في الداعي إلى الله من أن يكون عمله موافقا لقوله، فتكون أعماله مصدقة لأقواله، فإن لم تطابق الأعمال الأقوال لم يثق الناس بدعوته، ولم يطمئنوا إليه، بل رأوه متناقضا فيما يعمل ويقول، ولذا قال الله مخبرا عن نبيه شعيب -عليه السلام- أنه قال لقومه: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ} (?) وذم الله اليهود لما خالفت أعمالهم أقوالهم {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (?) .

وعاتب الله أهل الإيمان بقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} (?) {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} (?)

“ من صفات الداعي إلى الله العلم بأحوال الناس “

ولا بد في الداعي إلى الله من أن يكون على بصيرة في دعوته، وأن يعرف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015