ونهجهم فسقطوا سقوطًا مدويًّا ..
ولم يَدَّعِ الألبانيُّ يومًا أن هذا المنهج الذي وضعه لأبناء أمته هو من بنات أفكارِه بل كان دائمًا ما يُصرِّح بأن ما نَذَرَ حياته للدعوة إليه هو ذلك الخط المستقيم الذي رسمه النبي صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه، وأن ما نذر حياته للتحذير منه هو تلك الخطوط التي رسمها النبي صلى الله عليه وسلم إلى جانب الخط الأول تاليًا قوله تعالى: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)!
إلا أنَّ هذا المنهج الذي وَضَعَهُ العلامةُ الألباني لأبناءِ أمَّتِهِ لم يُجمع شتاته ويُرتَّب في كتابٍ مُستقلٍّ يكون أصلاً في معرفته والاطِّلاع عليه، فبقي ذلك حائلًا يحول دون معرفة حقيقة منهجه لكثيرٍ من الناس.
ثمَّ كان من فضل الله تعالى ومِنَّتِهِ علينا أن سخَّر لنا أسبابَ ذلك فجاء اليوم الذي نُقَدِّم فيه ذلك المنهج في حُلّةٍ قشيبة، بعد أن جمعنا شتات كلام العلامة الألباني حول المسائل المنهجية من عشرات المصادر المكتوبة والمسموعة، ثم رتبناه ترتيبًا متناسقًا، ليصل إليك هذا الجهد أخي القارئ الكريم في هذه الصُّورة التي بين يديك.