إما أنهم لا يعرفون من هم السلف، أو يعرفون لكنهم لا يعرفون قدر السلف، أو أنهم يكابرون ويجحدون الحقيقة الشرعية.
أنا أقول: لو أن مسلماً تبرأ من مذهب فلان مهما كان هذا الفلان، ولنسم: مذهب أبي حنيفة .. مذهب الشافعي .. مذهب الأئمة المتبوعين، فهو ليس في خطر من دينه؛ لأنه يتبرأ من مذهب شخص معين لكنه ليس كذلك فيما إذا تبرأ من مذهب السلف الصالح فهو كفر، وبخاصة إذا ما تذكرنا أن على رأس المذهب الصالح هو رسول الله.
فإذاً: هؤلاء بلغ بهم الغفلة والجهالة إلى أنهم يقعون في الكفر أو على الأقل يشرفون على الكفر وهم لا يشعرون، إذاً: نحن لنا الشرف في أن ننتسب إلى السلف الصالح في منهجهم في فهمهم لكتاب الله ولحديث رسول الله.
ومن ذلك أضرب مثلاً مكرراً لما قلت أنهم لا يعرفون مذهبياً، ليس فيهم من كان بكرياً .. ليس فيهم من كان عمرياً .. ليس فيهم من كان عثمانياً .. ليس فيهم من كان علوياً في المذهب، ودعنا الآن من المذهب السياسي الشيعي مثلاً أو الأموي أو إلى آخره، نحن نتكلم عن التدين بمذهب لم يكن عند هؤلاء السلف إلا اتباع الكتاب والسنة، ولذلك كان أحدهم إذا تيسر له أن يسأل أبا بكر سأله .. إن تيسر له عمر سأله .. ابن مسعود .. ابن عمر .. أبو هريرة إلى آخره؛ ذلك لأنهم يؤمنون يقيناً أنه لا يجوز الإخلاص في الاتباع لشخص واحد في الدنيا إلا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فإذاً: هذه أيضاً من ضلال أولئك الجماعة الذين ينكرون علينا انتسابنا إلى السلف الصالح.
وقريباً جداً زارني أحد الكتاب المصريين، وألف كتاباً وجاء إلي لكي نناقشه في بعض مسائل الكتاب، والمقصود الآن: ما يتعلق بموضوع السلف والسلفية،