من أنكر حرفاً من القرآن فليس بمسلم، فكيف إذا أنكر كثيراً من الآيات التي تتضمن الرجوع إلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
نعود الآن إلى ما جاء في سؤال الأخ آنفاً أنه يزعم بعضهم أن في أحاديث البخاري أحاديث موضوعة، الحقيقة أن هذه المسألة هي دقة متناهية؛ لأننا نتساءل الآن: ما هو الحديث الموضوع في علم الحديث? الحديث الموضوع في علم الحديث ما رواه كذاب أو وضاع، هذا من حيث السند، ومن حيث المتن ما خالف نصاً في كتاب الله أو في حديث رسول الله صلى الله عليه، وآله وسلم، أنا شخصياً لا أعتقد أنه يوجد في صحيح البخاري حديث موضوع بهذا المعنى، لكن هذا لا يعني وهنا أرجو أن ينتبه لكلامي جيداً حتى ما نقع في إفراط أو تفريط، وإنما {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143] أنا لا أعتقد أن في صحيح البخاري حديثاً موضوعاً أو بصورة خاصة على التعريف الحديثي أن فيه رجل كذاب وضاع .. ! هذا مستحيل لا وجود له، الإمام البخاري إمام نادر وجوده جداً من حيث علمه بالرجال ونقده أيضاً للأسانيد، وكذلك لا أعتقد أنه يوجد فيه حديث موضوع بالمعنى الآخر أي من ناحية المتن، لكن هذا لا يعني أن صحيح البخاري هو صنو للقرآن الكريم، مفهوم الصنو? يعني مثله؛ لأن القرآن الكريم هو وحي من الله وتلقي بالتواتر كما تعلمون عن رسول الله صلى الله عليه، وآله وسلم، أما البخاري أولاً .. صحيح البخاري هو تأليف بشر صحيح عالم ومن كبار علماء المسلمين ومن كبار أئمة المحدثين إلى آخره، لكنه ليس معصوماً فقد يقع فيه خطأ .. قد يقع في خطأ، وبخاصة أن النسخ التي رويت عن الإمام البخاري فيها شيء من الاختلاف، وهذا موجود في بعض الطبعات العثمانية التركية القديمة على الهامش حيث يذكر الخلاف بين نسخة وأخرى، لكن أريد أن أقول أكثر من هذا .. قد يورد البخاري حديثاً واحداً وعن صحابي