والسلام حين سأله واحد من أصحابه: أي المدينة تفتح أولاً يا رسول الله القسطنطينية أم رومية? فقال عليه الصلاة والسلام: القسطنطينية أولاً، وقد تم فتحها وأراد الماكرون بالإسلام وأهله أن يجعلوها بلداً علمانياً كافراً لا يَمُتُّ إلى الإسلام والمسلمين والعروبة بصلة، ولكن الله عز وجل يأبى إلا أن يتم نوره وأن يبعث الفتح من جديد فيها، وأن يذكر الحاضرين من أهلها بما أوتوا من ثقافة إسلامية، وبما فتح الله تبارك وتعالى عليهم من النور والهدى ليجددوا الماضي الذي انطوى، ويذكر الأمة بما يجب عليها أن تتصل بها من قريب ومن بعيد لتأتلف على قلب رجل واحد وتعيد مجد الإسلام من جديد إن شاء الله تعالى.
فمرحباً بكم أيها الأساتذة الكرام، مرحباً بكم في دار أخ من إخوانكم طال شوقه إلى أن يلقى أمثالكم، وقدر الله أن يكون هذا اللقاء لقاء طيباً إن شاء الله تعالى وبخاصة وأن الذي ينور هذه الجلسة محدث الإسلام في هذا العصر الذي والحمد لله من على المسلمين به ألا وهو أستاذنا وشيخا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ولست أريد أن أعرفكم به فإن المعرف لا يعرف، ومن حقه علينا أن نذكره دائماً في نفوسنا، في صلواتنا في سجودنا، وندعو له بطول العمر والعطاء الجم الذي قدمه للأمة منذ نصف قرن من عمره المديد إن شاء الله، وهو يعطي ولا يأخذ، وقد فتح الله تبارك وتعالى على هذه الأمة بالدعوة التي حملها دعوة السلف الصالح، وبما قدم للأمة من مؤلفات كثيرة يصعب على الحصر أن يأتي عليها ولعلكم ولا أشك في ذلك قرأتم الكثير منها، وأفدتم أنتم أنفسكم وأفدتم طلابكم كذلك.