فهماً صحيحاً وتطبيقه تطبيقاً عملياً في حدود الإمكان.
نحن نعرف أن من حكم بعض الدعاة العصريين اليوم قوله: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم. المقصود واضح جداً بقوله: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، أي: حققوا الإيمان الصحيح الكامل في قلوبكم، فجزاؤكم عند ربكم أن يحقق لكم ما تنشدونه وما تدعون إليه من إقامة الإسلام في أرضكم.
لكننا نجد كثيراً ممن يتبنون هذه الحكمة لا يقيمون الدولة الصغيرة في ذواتهم .. في نفوسهم .. في أبنائهم .. في نسائهم .. في بناتهم .. في دورهم، إذا دخلت دار بعضهم تجدها ممتلئة بكثير من الأمور المخالفة لهذا الدين الذي أمر هذا الحكيم بإقامته في قلوب الناس.
فالشاهد: نحن لا نؤيد الاستعداد المادي الفردي لهذا السبب؛ لأن الأهم في الأفراد أن يحققوا في نفوسهم .. في قلوبهم الإيمان الصحيح.
قلت: العلمي والتجربي، أما التجربي فما رأينا أثراً عاد بالفائدة على أي طائفة من المسلمين استعدوا الاستعداد المادي السلاحي في ضوء حياتهم في مجتمعاتهم الذين يحكمون فيها بغير الإسلام، ما وجدنا لهذا الاستعداد السلاحي إلا الضرر الأكبر الذي كانوا يفكرون بالهروب منه فوقعوا في أعظم منه.
وأنا أُذَكِّر بفتنة الحرم المكي، فهؤلاء استعدوا لإيجاد لتحقيق نظام خلاف