وكمباليات وما شابه ذلك، بيرجع الشاري بائعاً، والبائع شارياً، فيقول الشاري: أنا الحقيقة يا أخ أنا أريد أن أبيعك هذه السيارة اشتريها مني، يعرف التاجر إنه هو بحاجة إلى فلوس، فيبيعه بأبخس الأثمان، لنفترض أنه رأس مال السيارة على التاجر تسعة آلاف نقداً بيربح ألف، تقسيط بيربح ألف ونص مثلاً، فهو بيرجع بشتريها منه بثمانية آلاف، بيربح بقى ربحين الآن، هو بيأخذ ثمانية آلاف وينصرف في سبيله، هذه هي بيع العينة، وهذا موجود في بعض البلاد العربية التي كانت الآمال معقودة فيها أن يبع الإسلام الصحيح من هناك، بيع العينة، أكياس من الأرز ومن السكر تشترى بهذه الطريقة، ثم تباع ولم تتحرك هذه الأكياس من مخازنها، الرسول يقول: «إذا تبايعتم بالعينة» أي: أكلتم الربا، «وأخذتم أذناب البقر» يعني التهيتم بوسائل الدنيا وكسب المال، كذلك: «ورضيتم بالزرع»، «وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم» هي اليهود احتلوا البلاد العربية الفلسطينية، «لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم»، الرجوع إلى الدين هو الجواب السابق: العلم النافع والعمل الصالح، أما الرجوع إلى الدين فيما هو اليوم مفهوم فيما يسمونه بالحيل الشرعية، وفيما يسمونه بالبنوك الإسلامية، وفيما يسمونه بالأناشيد الدينية، والفنون الإسلامية، كلها تأخذ صبغة إسلامية، وهي ليس لها صلة بالإسلام، لا من بعيد ولا من قريب، والله المستعان، فإذاً {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 105]، والله المستعان، غيره.