في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن رجلاً من أصحابه كان يخدمه وكانت خدمته ليلاً على الباب، لا شيء إلا لعل الرسول يستيقظ ليلاً ويريد حاجة وليس حوله من يخدمه، ومن يقوم بها، فهو نصب نفسه هناك، والرسول عليه السلام كما وصفه رب العالمين بحق: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] يقدر خدمة مثل هذا الصحابي الجليل، فقال له يوماً: يا غلام! اطلب، تمن، والرجل عاقل، قال: أمهلني يا رسول الله حتى أفكر، يريد أن يحسن الطلب، يطلب من كريم، ثم جاءه قال: يا رسول الله! لقد فكرت في الدنيا وفي الآخرة، فوجدت الناس فريقين: فريق في الجنة وفريق في السعير، فوجدتك في أعلى درجات الجنان، فأنا أطلب أن أكون معك في
الجنة، فماذا قال له الرسول عليه السلام؟ هنا الشاهد، قال: «لك ذلك، ولكن أعني على ذلك بكثرة السجود، فنحن ماذا أعنا العراق؟ فقط بالكلام الفارغ، بالدعاء بالقنوت بالكذا» .. إلخ، هل رأيتم أثراً لهذا القنوت؟ لا، وهذا له بحث سببه أن أكثر القانتين «وأكثر الداعين لا يرفع دعاؤهم من الأرض إلى السماء، لماذا؟ مأكله حرام ومشربه حرام، وغذي حرام، فأنى يستجاب لذلك» كما جاء في الحديث في صحيح مسلم، أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر مأكله حرام ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذاك.
فأنا أقول: إن الدعاء ينفع ولكن إذا كان مقروناً بالإجابة لأمر الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، ونحن نسمع قول رب العالمين: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7] لا يوجد دولة اليوم تنصر الله، بل أنا قد أقول كلمة خطيرة الآن: لا يوجد حزب ينصر الله، حزب