والسلام في الحديث الصحيح: «من قتل معاهداً في كنهه لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا». وفي بعض الروايات: «من مسيرة مائة عام».
هذا معاهد ليس حربياً وليس ذمياً، والذمي هو الذي قلنا أنه يدفع الجزية، أي: الحربي عرفناه، المعاهد عرفناه، وكل من الحربي والمعاهد مستقل في حياته، لكن الحربي يجوز للمسلمين أن يغزوه، أما المعاهد فلا يجوز أن يغزوه ولا أن يأخذ ماله ولا أن يستحل دمه ما دامت المعاهدة قائمة، أما القسم الثالث وهو الذمي فهم الذين دعوا إلى الإسلام، خيروا بين إحدى ثلاث: إما الإسلام، وإما الجزية عن يد وهم صاغرون، وإما القتال.
فآثروا أن يدفعوا الجزية فصاروا من أهل الذمة، أي أنه لا يجوز للمسلمين الاعتداء عليهم كما لا يجوز الاعتداء على المعاهدين ومن باب أولى؛ لأن الذمي ليس معاهداً في مدة معينة، أما المعاهد فهو في مدة معينة، اتفق المسلمون مع الكفار عليها، أما الذمي فهو يعيش تحت راية الإسلام، ويخضع لأحكام الإسلام وإشعاراً بهذا الخضوع يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون، فالذي وقع الآن أن الدولة السعودية تعاهدت مع الأمريكان وجلبوهم مع الأسف إلى بلادهم فهم معاهدون، لا يجوز الغدر بهم لا في دمائهم ولا في أموالهم ولا في أعراضهم. تفضل.
مداخلة: يا شيخ الأمريكان هم يشكلوا قوة لو كنت أنا المعاهد أقوى منه، بحيث أنني أستطيع أسيطر عليه وأحكم شعبي، نعم، لا يجوز لكن هذا