صحيح البخاري، من قصة ذلك الرجل أظن اسمه قزمان، الاسم ليس في صحيح البخاري، أما القصة فهي في صحيح البخاري، أن رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قاتل قتالاً شديداً حتى عجب الصحابة من شدة قتاله، فسارعوا إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ليقولوا له: فلان يقاتل كذا وكذا، فكان جوابه عليه السلام: هو في النار، وهكذا القصة فيها شيء من الطول، وخلاصتها ثلاث مرات، الصحابة يعودون إلى الرسول متعجبين من شدة قتاله واستبساله، وجواب الرسول لا يتغير: هو في النار. وأخيراً رجل من أصحابه عزم على أن يكون لهذا المقاتل ولا أقول الآن المجاهد أن يكون صاحبه ليراقبه، فكان عاقبة هذا المقاتل أن الجراحات كثرت عليه ولم يصبر عليها، فوضع رأس السيف على بطنه واتكأ عليه حتى خرج من ظهره ومات، فسارع الرجل الذي كان مصاحباً له إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ليقول له: يا رسول الله! فلان الذي قلت فيه كذا وكذا فعل كذا وكذا، فقال عليه الصلاة والسلام: الله أكبر، صدق الله ورسوله، «إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار».
إذاً: صدق قول ابن لهيعة فيما رواه: «رب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته» ولذلك نحن لا نستطيع أن نقول: لو رفعت راية الجهاد في سبيل الله وفي مقاتلة أعداء الله أن كل من وقع قتيلاً فهو شهيد، نحن نتمنى ذلك، ونعاملهم معامله الشهداء لا نصلي عليه ولا نغسله ولا نكفنه، وندفنه في ثيابه ودمائه، هذا حكمه الدنيوي، أما في الآخرة فالله يعلم بنيته، هذا لو كان هناك مجتمع إسلامي وجهاد