المدينة، وتبعه من استطاع أن يتبعه وبقي هناك ضعفاء المؤمنين لا يزالون يلعقون أشد العذاب، التاريخ معروف لدى الجميع.
والشاهد: أن الأمر في كل مكان الآن: مما يصاب به المسلمون يطالبون به أو فيه بعدم استعجال الأمور، ويطالبون بالإعداد لمجاهدة الكفار وإخراجهم من بلاد الإسلام إلى بلاد الطغيان والكفر في سائر البلاد التي هاجروا منها إلى بلاد الإسلام، ولذلك قال تعالى في القرآن: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60].
فلاشك في اعتقادي أن مثل هذه الانتفاضة كما هو في الأمر السابق تماماً، لكن الآن بصورة أوضح: لم يكن هناك أي استعداد لمجاهدة هؤلاء الكفار الذين احتلوا البلاد، لا من الناحية النفسية التربوية، ولا من الناحية المادية الاستعدادية السلاحية.
والأمر الثاني واضح جداً: وهذا يُعَبِّر عنه صورة سؤالك بأن مقابلة الرصاص المختلف أشكاله وأنواعه بالرمي بالحجارة، فهذا كما يقول المثل العامي في سوريا وربما في بلاد أخرى: إبرة لا تقابل مخرز.
لذلك أرى أنه لا نتيجة من هذه الانتفاضة والواقع مع الأسف الشديد يشهد؛ لأنهم حاصرين عليهم سنتين كاملتين، وهم على التعبير العسكري مكانك راوح، وبخاصة أن الدول العربية والحكومات المستعدة استعداداً لا بأس به من الناحية المادية، ومن الناحية السلاحية، أما الاستعداد الأول والأهم، فهذا لا شيء منه إطلاقاً، مع ذلك فلا يمدون إخواننا هناك بنوع من السلاح إطلاقاً، ولذلك أنا إن لم يمد الله تبارك تعالى هؤلاء المسلمين في هذه البلاد بمعجزة خارقة للعادة يتغلبون بها على أعدائهم، فما هم فيه من الضعف