نحن نعلم أن كثيرًا من المسلمين والحمد لله لا يزالون يتابعون يومين على الأقل في الأسبوع، يوم الاثنين ويوم الخميس، هذا مما جاءت فيه الأحاديث الفعلية والقولية، ولكن كثيرًا من الصائمين هؤلاء يصومون يوم الاثنين؛ لأنه يشرع فيه الصيام لكن أقل من القليل من يصوم يوم الاثنين وهو يستحضر في نفسه أنه حض عليه كشكرًا لربه أن خلق وأولد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وبعثه في هذا اليوم، هذا المعنى قليل جدًا من هؤلاء الصائمين من يستحضره في نفسه في يوم صومه، فمثلًا ... يوم الاثنين وهو يستحضر في نفسه أنه حض عليه كشكرًا لربه أن خلق النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وبعثه في هذا اليوم، هذا المعنى قليل جدًا من هؤلاء الصائمين من يستحضروه في نفسه في يوم صومه، فماذا نقول عن الذين لا يصومونه؟ هم أبعد ما يكونون عن أن يستحضروا هذا الحكم الشرعي المُعَلَّل بهذه العلة التي تستوجب شكر الله بالصيام.
فماذا أصاب المسلمين؟ لقد استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، فإنك تجد عامة الذين يحتفلون بما يسمونه بعيد المولد النبوي لا يصومون يوم الاثنين أكثر هؤلاء ... لا يصومون يوم الاثنين، إذا قيل لهم: بم تحتفلون؟ يقولون: نحن نحتفل تعظيمًا للرسول عليه السلام وذكرى للرسول عليه السلام، لكن الرسول قد شرع لكم بأمر الله ما هو خير لكم من هذا الاحتفال الذي هو أولًا محدث لا أصل له في الإسلام، وثانيًا: هو تشبه بالكفار ... النصارى يحتفلون بمولد عيسى فنحن أولى أن نحتفل بمولد نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم -.
وثالثًا وأخيرًا: أنتم تحتفلون هذا الاحتفال غير المشروع في العام مرة، ورسولكم سن لكم أن تحتفلوا في كل أسبوع، فأي الاحتفالين أعظم لو كنتم تعلمون!