هناك فرق: أن الخمر نزل تحريمها بنص قاطع كلية، والتلفزيون يمكن أن أسمع لي مثلاً برنامج ديني، ويمكن أن أسمع مثلاً كما يقولون: في برامج في الطب في نحو ذلك، التلفزيون لا يكون حراماً من كل وجه، فهل يمكن استخدامهم لهذا الجزء الحلال فيه؟ وأبيع مثلاً: اتكاءً على أنه ليس حراماً بالكلية؟
الشيخ: ... لمن يستعمل الحلال إن كان كذلك فليستعمله وهو في الحلال، فعلى كل حال: هذا التفريق مع كونه واقعاً، لكنه لا يبرر التفريق بين الخمر وبين هذه الأجهزة، وذلك لأننا إذا قلنا إنه في فائدة من استعمال التلفزيون، فنحن نقول: صحيح هذا فيما لو استعمل في تلك الحدود المفيدة، لكن ... لا يمكن أن يوجد تلفزيون في دار مسلم إلا ويستعمله فيما حرم الله لشدة الافتتان به، وأنا شخصياً أعتقد بأن التلفزيون من أشد وأخطر آلات الملاهي لغواً وإلهاءً عن القيام بالكثير من الواجبات التي تجب على المسلم المقتني له.
مداخلة: نعم.
الشيخ: فكون التلفزيون يمكن استعماله في بعض الخير، هذا لا يعني أنه يختلف عن الخمر؛ لأن الخمر أيضاً: يمكن تحويله إلى خل، فيستعمله في أشياء.
مداخلة: نعم.
الشيخ: ثم لا يخفاك أنه هذا الباب يفتح لنا كثيراً من المشكلات الأخرى التي قد يستغلها بعض ذوي الأهواء فيستحل ما حرم الله.
لو مثلاً: رجلاً كان ابتلي بمتاجرته بالمخدرات، وأكل الحشيش والأفيون ونحو ذلك، ثم تاب نعم. فأورد علينا ذاك سؤال: هل يجوز أن أبيع هذا للكفار الحشاشين والأمريكيين وأمثالهم؛ لأنه إذا قيل: بأنه لا يجوز فهو رأس مال كبير