يعرفونها، كل ما في الأمر أنهم بحاجة إلى من يحركهم ويوعظهم، أما إذا أمرت واحد بالصلاة فهل مسلم ينكر شرعية الصلاة؟ أسوأ واحد يقول لك: الله يتوب عليك، إذا نهيته عن شرب الخمر ما أحد منهم يستحل شرب الخمر .. إلخ، تذكير، أنا قلت لك: أمر بمعروف ونهي عن منكر، لكن هؤلاء الذين يريدون أن يقوموا بالواجب الكفائي، بالفرض الكفائي عليهم أن يقوموا قبل ذلك بالفرض العيني، فرض عين على كل مسلم أنه يصحح عقيدته لله أولاً، ثم لنبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - ثانياً، ثم ثم .. إلخ، فأنا لما أتكلم عن جماعة أعرفهم جيداً، إذا كان عندهم عقيدة صحيحة أو عبادة صحيحة ما هي نابعة من دعوتهم، أخذوها من غيرهم وهذا يُشْكَرون عليه، يُشْكَرون عليه كأفراد، أنت أخذت صفة الصلاة فاهتديت إلى صلاة النبي، وأخذ هذا العقيدة الصحيحة من غير جماعة التبليغ، فاستقامت العقيدة .. إلخ، هذا شيء جيد، لكن هذا نابع من غير دعوة التبليغ، فنحن نريد هذه الحسنات وهذه الأذكار الصحيحة أن تنبع من جماعة التبليغ نفسها، ويُشِعُّوا بها على العالم كله، أما وهم لا يعلمون ففاقد الشيء لا يعطيه، فلعله وضح لك إن شاء الله أنني لا أتهم إنسان بما ليس فيه، وأني حريص على الجماعة هؤلاء أنهم يكونوا دعاة إلى الإسلام على قاعدة بعثة الرسول عليه السلام بمعاذ وغيره.
لما الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - أرسل معاذاً إلى اليمن قال له: ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ...
أنا أقول لك: لا، الرسول يقول: ليكن أول ما تدع الناس إليه: شهادة أن لا إله إلا الله، الناس، سواء كانوا كفاراً أو كانوا مسلمين، لماذا؟
هنا العلم الآن يظهر لك كيف يقترح الأمر، الكفار يقتصر ويكتفى منهم حتى يصيروا مسلمين أن يقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله حتى يكونوا مسلمين،