ذلك، وعلى العكس من ذلك يقول الرسول عليه السلام: «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم»، والناس طبائعهم مختلفة ناس بينعزلوا على أنفسهم في كل زمان ولو في عهد الخلفاء الراشدين، وناس بيحبوا المخالطة ولو مع الفساق والفجار، والحق بين هؤلاء وهؤلاء فالإنسان يخالط ما لم يجد في مخالطته أذى في نفسه في دينه أو في بدنه أو في أولاده وذريته، وأنا لا أعتقد أن هناك يعني مسلم على علم بالكتاب والسنة يقول هذا زمان العزلة، نعم هو زمان فتن، زمان فتن بلا شك، تمشي في الطرقات ترى التبرج، لكن ليس هو الزمن الذي يُشْرَع فيه العزلة لأنه إنما يشرع ذلك في زمن اشتداد الفتن بين المسلمين لتقاتلهم بعضهم البعض، فهناك يقول الرسول عليه السلام إذا كان عندك السيف فاضرب به الصخر.
السؤال: في بعض الناس يقول: إن الحديث يقول: «المؤمن الذي يصبر على مخالطة الناس على أذى الناس ومخالطتهم وأفضل من المؤمن الذي لا يصبر على مخالطة الناس»، فيقول بعضهم: أنا لا أستطيع أن أصبر على هذه المخالطة لذلك يعني أرى الاعتزال لنفسي فهل هذا القول صحيح؟
الجواب: أنا قلت آنفا، آنفا قلت: إذا كان هو يجد في نفسه أنه لا يستفيد من مخالطة الناس بل قد يتضرر فهذا شأنه، لكن هذا لا يصبح دعوة عامة من المسلمين، وقلت هذا في الأزمنة الصالحة قد يكون الإنسان منعزل عن الناس جميعا لا يستطيع مخالطة الناس.
مداخلة: إذا يا أستاذ لا يجوز بث هذا الفكر الذي يقتنع به هو نفسه بين