طيب! كيف يقول مسلم هذا وهو يقرأ قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3] ويقرأ مثل قوله عليه السلام: «إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فأجملوا في الطلب فإن ما عند الله لا ينال بالحرام» كيف يقول رجل يعني: إذا ما قلنا: عالم، فهو مثلنا طالب علم وماشي في طلب العلم قديماً وحديثاً كيف يتناسى كل هذه النصوص وهي صريحة .. الغاية تبرر الوسيلة.

وصلت هذه القاعدة معهم أن يطبقوا على أتباعهم شروط البيعة الكبرى، الطاعة العمياء .. البيعة لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .. هذه نصوص بالنسبة للخليفة وهم يصرحون أنه لا خليفة، ولكنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم أو بعبارة أخرى: يخالفون أقوالهم بأفعالهم فالبيعة في الإسلام لا نعرفها إلا للخلفاء والطاعة هذه التي توجب على المسلم بحيث أن الأمر المباح يصبح فرضاً عليه بسبب صدوره ممن يجب تنفيذ الأمر كالزوجة مثلاً يأمرها زوجها بشيء ليس في الأصل واجباً عليها شرعاً، لكنه في الأصل هو مباح فيأمرها أن تفعله وهي قادرة مستطيعة فيجب عليها أن تفعل ذلك.

كذلك الحاكم المسلم المبايع بيعة شرعية هكذا فالإخوان المسلمون سنوا هذه السنة السيئة ثم قلدهم من قلدهم من أراد أن يجمع بين الإخوانية وبين السلفية ففرضوا البيعة وفرضوا الطاعة .. نحن نقول: لا مانع من فرض الطاعة في سبيل تنظيم تعليم الناس وتوجيههم وتربيتهم إلى آخره، ولكن ليست هي الطاعة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015