ستون عاماً ولم يشاهد من أثر دعوتهم فيهم أنها أنتجت عالماً واحداً بين صفوفهم يرجع الناس إليه لمعرفة أمور دينهم، وعلى النهج المذكور آنفاً ولذلك فنحن نريد أن يولى إخواننا السلفيون في الكويت وفي كل بلاد الإسلام يُوْلون بالتثقيف وليس بالتكتيل؛ لأن هذه هي دعوة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، بل والأنبياء كلهم ثم ينشأ بعد ذلك الجمع المنشود والتكتل المرغوب، لذلك فنحن نقول خلاف ما قيل آنفاً نقول: ثقف ثم كتل، والتثقيف لا يمكن أن يتحقق فعلاً بوجود عالم أو اثنين أو ثلاثة في الألوف المؤلفة ممن يستجيبون استجابة عامة للدعوة السلفية ويكتلون تكتيلاً حزبياً، فإذا لم يكن في هذه الجماعة عشرات العلماء المتمكنين في العقيدة الصحيحة، والعلم الصحيح فسوف تنقلب الجماعة فيما بعد إلى جماعة لا علم، ولا تربية على العلم الصحيح خلافاً لدعوتنا المباركة القائمة على التصفية والتربية.
لهذا فأخشى ما أخشاه أن ينقلب وضع الجماعة السلفية حينما يعنون بالتكتل دون التثقيف إلى جماعة أخرى لا صلة لها بالدعوة الصحيحة، وكأني ألمس أثراً لهذا الانشغال من كلام أخينا عبد الرحمن عبد الخالق نفسه في بعض رسائله كقوله في رسالته: «المسلمون والعمل السياسي» حيث قال (ص 21) ولاشك أيضاً: أن من أخطاء المنهج الأول: أنه يفرض أقوالاً في الدين لا دليل عليها، كتحريم الجماعة والحزب إلى آخره؛ لأنه من الواضح أنه لا يعني تكتل المسلمين على جماعة واحدة، وحزب واحد؛ لأن مثل هذا من الأمور التي يشترك في الدعوة إليه كل الإسلاميين، بل المقصود من العبارة