في الاقتصاد والسياسة وونحو ذلك، فعجبت؛ لأننا نشعر والأسف ملء قلوبنا أن هذا الذي يدندن في إنكاره حيث أن هناك بعض الأفراد في العالم الإسلامي يعملون في علم الحديث ولا يوجد أفراد يعملون في ما هو يدندن فيه الآن من المعرفة بالسياسة والاقتصاد ونحو ذلك، فكيف يريدون أن يقيموا تكتلاً لا يوجد في هذا التكتل أفراد بالعشرات إن لم نقل بالمئات هم ينهضون ببعض الفروض الكفائية التي يستحيل أن تقوم قومة جماعة تريد أن تتكتل على حساب الدعوة الإسلامية إلا إذا وجد فيها - هذه الجماعة - إلا إذا وجد فيها عشرات - إن لم نقل المئات - من المتخصصين في كل العلوم التي لا يمكن أن تقوم عليها قائمة الجماعة فضلاً عن الدولة المسلمة إلا على أساس المعرفة بهذه العلوم كلها.

فهذا الكلام يشعرنا بأن هؤلاء الناس يتجاوبون مع العواطف ولا يتجاوبون مع العقل والعلم، لأن هذه الجماعة إذا كانت تشكو من عمل أفراد في جانب من العلم الشرعي الذي هو من الفروض الكفائية، ويريدون أن يعمل هؤلاء أو غيرهم في الجوانب الأخرى من العلوم التي هي من الفروض الكفائية وليس هناك من يعمل فكيف يكون عاقبة هذا التكتل الذي يقوم على الجهل وليس على العلم بالمعرفة بالإسلام من كل جوانبه.

هذا في الواقع يشعرنا بأن الناس يستعجلون أمراً لا يستطيعون الوصول إليه إلا بعد أن يتخذوا المقدمات والوسائل التي تؤدي بهم إلى الغاية المنشودة، هذا بلا شك عاقبة من ينسى أو يتناسى أن يمشي في دعوته إلى الإسلام على خطى الرسول عليه الصلاة والسلام التي قامت على أساس التثقيف ثم التكتيل. هذا جوابي عن هذا السؤال.

(الهدى والنور / 320/ 15: 01: 00)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015