مداخلة: لإخواننا السلفيين، ويحبون هم يعني يطرح عليك بعض الأسئلة في هذا الموضوع يعني لعلك تفيد بما عهد عليك من الدقة إن شاء الله في البحث العلمي والخبرة الطويلة في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ومصارعة كثير من التيارات منذ أكثر من نصف قرن، فلعل هذه تكون لهم عبرة يعتبرون بها ويتعظون إن شاء الله سبحانه وتعالى.
هناك بين الإخوة من يقول: علم ثم كتل، كتل الناس. ومن يقول: كتل ثم علم، ومن يقول: كتل من تعلم ومن يقول: علم ولا تكتل. فنرجو إفادتنا في هذا الباب، جزاك الله خير.
الشيخ: نحن نقول دائماً وأبداً في كل أمر صغير أو كبير: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
ولا شك أن هذه الأقوال التي حكيتها لا يلتقي شيء منها مع هديه عليه الصلاة والسلام والذي هو أسوتنا، إلا القول الذي يقول: فقه ثم كتل، ذلك هي سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام التي بدأت منذ يوم أنزل الله عز وجل عليه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] ثم بدأ عليه الصلاة والسلام يدعو الناس سراً.
وكما نعلم جميعاً من تاريخ الدعوة الأولى أن الله عز وجل اصطفى لها أفراداً من العرب الذين كانوا قد أوتوا فطرة وعقلاً ورغبة في معرفة الحق واتباعه، وكان أول من آمن برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - واستجاب لدعوته أبو بكر الصديق رضي الله عنه من