أرجو أن يكونَ هذا العمل الذي تعبتُ على جمعِه وترتيبِه وإخراجِه مُفتاح خيرٍ لكل من اطَّلَع عليه من أبناءِ ديننا، أيًّا كان منهجه أو مشربه، ومهما بعُدت بيننا وبينه المسافات، فلم يدفعْنا لإخراج هذا العمل إلا الرَّحمة والشَّفقة بأقوامٍ نحسبُهم لم يقفوا على ما وقفنا عليه مما نعتقده حقًّا، وهانحن اليوم نقدِّم لهم شيئا من ذلك لعلَّ الله يجمعنا على كلمةٍ سواء ...
ولعلَّ هذا العمل كذلك يكون مفتاحَ خيرٍ لإخوانٍ لنا بغَوا علينا وعلى أبناء ديننا، وتعدوا حدود الله فينا وفيهم، ونَصَّبُوا أنفسهم -بغير وجه حق- حُكامًا على من انتسب للإسلام والسنة ... وهم وإن كانت لهم جهود لا تُنكر في نَشْر العقيدة الصحيحة، والدِّفاع عن عقيدةِ أهلِ السنةِ والجماعة، والرد على الأفكار المنحرفة، إلى غير ذلك من جهود علمية ودعوية لا ينكرها إلا جاحد، إلا أنهم سلكوا مَسلكاً طالما حَذَّر منه العلامةُ الألباني، فانحرفوا بالدعوة وأدخلوا طلابهم في نَفَق مظلم لا نهاية له.
- إنهم أقوام أضحت الدعوة السلفية التي هي دوحة الإسلام الخضراء التي نأمل أن يستظلَّ بها أهل الإسلام من لفحات الشرك والبدع والخرافات .. قد استحالت في أيدي هؤلاء إلى سهام مسمومة يحاول كلٌّ منهم أن يصيب بها كبد أخيه فلا يخطئها ..
- أناسٌ تضيقُ بهم مذاهب القول، وتُغلق في أوجههم أبواب العلم، فيلجؤون