الثاني وقف في الطرف الثاني وقال: ينقض.

واحد وقف بالوسط قال: إن كان بشهوة ينقض، وإن كان بغير شهوة لا ينقض.

له أسبابه.

لكن ما دام البحث الآن في العصر الحاضر، واختلاف الآراء والفتاوى فيما يَجِدّ على الناس من مسائل، فهذا يتطلب مني هذا الحديث الذي سمعت أنت شيئاً من مقدمته.

هذه المسائل تتطلب أن يكون هناك علماء على نمط الأئمة الأربعة، أعني: يكونون علماء مجتهدين، مُتَمَرِّسون على استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها من الكتاب والسنة. من أين هم وقد أُغلق عليهم الباب، ووضعت لهم الشوافات، ولا يجب أن تشوفوا إلا في مذهبكم بس، كما قال قائلهم:

فهذا هو الحق ما به خفاء فدعني من بُنَيَّات الطريق

مثل هؤلاء المعاصرين اليوم، كمثل كثير من الطلاب الذي يدرسوا العلوم الميكانيكية مثلاً، دراسة نظرية، ثم ينطلق إلى الحياة ويشتغل شغلة ليس لها علاقة بالعلم الذي درسه إطلاقاً، وهذا العلم الذي درسه لا يُفيده شيئًا؛ لأنه نظري ولم يُطَبِّق عملياً.

وهكذا العلم الذي قلنا، الأصلين: أصول الفقه وأصول الحديث. يدرسوه دراسة نظرية .. هيك ... التوارث يعني ..

لكن عملياً لا أحد يُطَبِّقه؛ لأنه: واجب تقليد حبر منهم. أنت لا يجوز تجتهد.

أنا مثلاً، أنا الذي أتكلم محمد ناصر الدين الألباني، نشأت حنفي المذهب في سوريا، من أب حنفي وعالم جليل كمُتَّبع للمذهب، لكن الله عز وجل فك عني هذه الشوَّافات هكذا وهكذا وَوَسَّعها عني قليلاً، فبدأت أرى ما لا يرون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015