أحرموا لم يبلغوا «الروحاء» حتى تبح أصواتهم (?) وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطا من الثنية له جوار إلى الله تعالى بالتلبية» (?).
17 - والنساء في التلبية كالرجال لعموم الحديثين السابقين فيرفعن أصواتهن ما لم يخش الفتنة، ولأن عائشة كانت ترفع صوتها حتى يسمعها الرجال فقال أبو عطية: سمعت عائشة تقول: إني لأعلم كيف كانت تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم سمعتها تلبي بعد ذلك: «لبيك اللهم لبيك ... » إلخ (?).
وقال القاسم بن محمد: خرج معاوية ليلة النفر فسمع صوت تلبية فقال: من هذا؟ قيل: عائشة أم المؤمنين اعتمرت من التنعيم.
فذكر ذلك لعائشة فقالت: لو سألني لأخبرته (?)
18 - ويلتزم التلبية لأنها «من شعائر الحج» (?)، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من ملب يلبي إلا لبى ما عن يمينه وعن شماله من شجر وحجر حتى تنقطع الأرض من هنا وهنا يعني عن يمينه وشماله» (?). وبخاصة كلما علا شرفا أو هبط واديا للحديث المتقدم قريبا: «كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطا من الثنية له جوار إلى الله تعالى بالتلبية». وفي حديث آخر: «كأني أنظر إليه إذا انحدر في الوادي يلبي» (?).