في موضعها، نعلم أن بعض الأحاديث كانت تحت بصرهم ومع ذلك لم يعملوا بتلك الأحاديث، لكنها قد وصلت إلينا دون أن يصل إلينا ما يعارضها، فهل نحن ندع العمل بها لأنهم تركوا العمل بها، وقد كانت تحت بصرهم فعلاّ؟

الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة

مداخلة: يقول السائل: هل يجوز الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة؟ وشكراً.

الشيخ: هذه مسألة -بلا شك- فيها خلاف قديم بين الصحابة فضلاً عمن جاء بعدهم، والأمر في هذه المسألة كغيرها يجب إخضاعها للآية السابق ذكْرُها، وهي قوله تبارك وتعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].

لقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا اعتكاف إلا في ثلاثة مساجد» هذا على ميزان الحديث المعروف عند الجماهير المعروف: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد. وذكرها: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى» كذلك قال: «لا اعتكاف إلا في ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى» وبهذا أفتى الذي ذكرته لكم آنفاً أنه قال: كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا تتعبدوها. من هو؟ حذيفة بن اليمان. احفظوا ولا تنسوا.

حذيفة بن اليمان هو الذي أفتى بما جاء به حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الذي ذكرته أخيراً: «لا اعتكاف إلا في ثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى».

وفي هذا حكمة بالغة كحكمة النهي عن شَدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، ما هي الحكمة في كُلٍّ من الحديثين؟

لا يوجد مسجد على وجه الأرض بعد هذه المساجد الثلاثة التي لها فضيلة خاصة ويشرع السفر إليها لا مسجد رابع إطلاقاً، كذلك قال عليه السلام: «لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015