من مات وعليه صوم فهل يجب على وليه إطعام مسكين كل يوم؟

سؤال: إذا مات إنسان وكان عليه صيام، فهل يجب على وليه أن يُطْعِم عنه مسكينا عن كل يوم، إذا كان هذا صحيحا فهل له دليل، وهل يأثم وَلِيُّه إن لم يفعل؟

الجواب: أما صيام رمضان فلا يصوم أحد عن أحد، والحديث الذي جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «من مات وعليه صيام، صام عنه وَلِيُّه» إنما هو صوم النذر، أي صوم ليس مفروضا عليه أصالة من الله عز وجل كرمضان، وإنما هو من باب التقرب إلى الله عز وجل، نذر على نفسه صوم يوم أو أكثر ثم مات ولم يستطع القيام ولا الوفاء بنذره؛ فهنا يصوم عنه وليه، وإن لم يفعل أثم.

لأن قوله عليه السلام: «صام عنه وليه» في حكم الأمر كما في كثير من النصوص كقوله تعالى «فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج» أي لا يجوز، وصام عنه وليه.

أي: هو مأمور بهذا الصيام، وجملة «صام عن وليه» جملة خبرية، صام بمعنى وقع الصيام، مع أنه لسه ما صار، فهذا تأكيد لوجوب الصيام أي أنه كأنه حقيقة واقعة؛ ولذلك قال: «صام عن وليه».

ويبدو لي: أن هذا التعبير من حيث الأسلوب العربي، أبلغ مما لو قال: «لِيَصُم عنه وليه» «صام عنه وليه» يخبر عن أمر سيقع، لأنه في حكم أنه وقع فهذا كقوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ الله فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} أتى، أي سيأتي يقينا، ولذلك عَبَّر عنه بفعل ماضي أتى، كذلك اقتربت الساعة وإلى ما هنالك من الآيات.

فهذا تأكيد بأن هذا الصيام من وليّ المتوفى وعليه صوم نذر، عليه أن يصوم عنه.

(الهدى والنور /19/ .. : 11: .. )

طور بواسطة نورين ميديا © 2015