جاءه شخص يشكو مرض أمه، ويقول الولد: بأنه أصبحت الأم مقعدة، طريحة الفراش، لا تستطيع أن تخدم نفسها، حتى إذا خرجت للحاجة، ولها ابنتان ممرضتان، مَلّتا مع أنهما ممرضتان، مَلَّتا من خدمة أمهما، فلما سمع منه شكواه، قال له أنا أدلك على العلاج، خَلّيها تصوم.
قال يا شيخ: هي أصبحت كالعودة، فإذا قلنا لها تصوم لن تصوم؛ لأنه تخشى على نفسها الموت، قال له صَوِّمُوها رغم أنفها، كيف؟
قال حطوا لها إبريق الماء أمام الطاولة والكاسة، ودعوها خليها تصيح، فأظهر الولد شفقته على أمه، قال له يكفي هذا الكلام بيننا مالكم مصدقين تموت، من كثر ما عذبتكم يعني في مرضها، الآن تخاف تموت.
فالحقيقة أن الشاب اقتنع، تركوا لها الطاولة بجانبها والإبريق والكأس، جوعان لا أحد يرد عليها، عطشان هذا الماء ..... يقول الولد يُحَدِّث صاحبنا أبو سليمان: ما مضى عليها إلا ستة أيام إلا شعرت بالفرق، صارت تقوم من الفراش، تخدم حالها.
والشاهد لما استمرت على شرب الماء فقط شفاها الله؛ هذا مما زاد صاحبنا تحمساً.
هذا مما زاد صاحبنا تَحَمُّساً، كلما جاءه مريض يقول له صُم، صومًا طبيًّا، وفعلاً هذا مجرب، يعني وأنا من الأشخاص الأفراد الذين قطعوا الشوط بكاملة يعني أربعين يوماً.
(الهدى والنور /373/ 35: 54: 00)
سؤال: هل صح حديث: «صوموا تصحوا» وإن لم يصح فما وجه ردِّه؟
الشيخ: هذا الحديث يخالِف تماماً الحديث السابق، الحديث الأخير حيث قلنا: