الشيخ: بالإضافة إلى أنه تعالج في مستشفى ابن النفيس عندنا في دمشق يومئذٍ أيضاً ما استفاد شيئاً، فلما أخبرني بذلك، قلت له يا أبا سليمان ما رأيك تُجَرِّب تجربتي قال: يعني؟
قلت: يعني تصوم صيامًا طبيًّا تمنع نفسك عن كل شيء اسمه الطعام أو الشراب، إلا الماء الصافي، قال والله جربنا كل شيء، وخلينا نجرب هذا.
صام أيامًا، نحو الأيام التي صُمْتها أكثر شوية أو أقل لم أعد أذكر جيداً، وأحس بالفرق، قال ما كان سيصيبه سيكون جالس في البيت، تاتيه النوبة أيّ شيء أمامه يكسر، ساعةً قوارير زجاج كاسات صحون، تذهب كلها هباءً منثوراً وهو لا يشعر.
بعدين لما صام الصيام القليل شعر بالفرق، فصبر على نفسه شهور، ثم أعاد الكَرّة، فصام كم يوم أكثر من ذي قبل، وهكذا حتى صام في المرة الثالثة أظن أربعة وثلاثين ستة وثلاثين يومًا، ما أعد أذكر والله.
المهم ما استطاع يكمل المشوار كله أربعين يوماً، لكن هذاك يوم وهذا يوم، الله شفاه من عنده.
مداخلة: هو لا بد من أربعين يومًا.
الشيخ: نعم، لا بد نعم ..
تجربة، وهذا يحكي لنا النكتة التالية يقول قبل أن أحكي هذه النكتة، صار الرجل متحمس لوصف هذا العلاج لكل مريض، فما يأتيه إنسان يشكوه إلا يقول له صم، ويفهمه يعني أنه صيام طبي ما هو شرعي، لأنه شوف الفرق، الفرق أنه أنا -مثلاً- معي الأربعين يوم، كان يخطر في بالي أشرب في وضح النهار فأشرب، لأني لست صائماً صيامًا شرعيًا.
المهم: فما يزيد شخص يشكو له مرضاً مزمناً إلا ويقول له صم، صم حتى