وقد ثبت الاستفتاح بـ: «سبحانك اللهم! ... » فقط عن عمر رضي الله عنه؛ كما رواه ابن أبي شيبة في «المصنف» «2/ 143/2»، والطحاوي، والدارقطني، والبيهقي من طرق صحيحة عنه، وفي بعضها أنه: كان يجهر بها؛ ليتعلموها. وهو في «صحيح مسلم» «2/ 10».

وهذا دليل ظاهر على أن ذلك من سننه عليه الصلاة والسلام، وإلا؛ فغير معقول أن يُقْدِم عمر على الابتداع - مع كثرة أدعية الاستفتاح عنه - صلى الله عليه وسلم -؛ لاسيما وهو يرفع صوته بذلك، ولا أحد من الصحابة ينكر ذلك عليه، وهذا بَيَّنٌ لا يخفى. والحمد لله.

وقد ذهب إلى هذا الاستفتاح بدون: «وجهت وجهي»: أبو حنيفة وأصحابه، وقال الإمام محمد في «الآثار» - بعد أن ساق أثر عمر المذكور، ثم قال -: «وبهذا نأخذ في افتتاح الصلاة، ولكنَّا لا نرى أن يجهر بذلك الإمام، ولا من خلفه، وإنما جهر عمر رضي الله عنه؛ ليعلمهم». اهـ.

وبذلك قال الإمام أحمد - كما في «مسائل أبي داود» عنه «30» -، وإسحاق، وداود- كما في «المجموع» «3/ 321» -، وحكاه الترمذي عن أكثر أهل العلم من التابعين وغيرهم.

وقال أبو يوسف: «يجمع بين هذا، وبين: «وجهت ... » على حديث ابن عمر».

ولو صح؛ لكان القول به متجهاً. والله أعلم.

[أصل صفة الصلاة (1/ 252)]

الدعاء السادس من أدعية الاستفتاح

مثله، ويزيد في صلاة الليل: «لا إله إلا الله «ثلاثاً»، الله أكبر كبيراً «ثلاثاً».

[أصل صفة الصلاة (1/ 259)]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015